لتناول الغذاء الصحي فوائد كثيرة لأي شخص يحافظ على هذه العادة في نمط حياته. وعلى أقل تقدير، فإن المحافظة على نمط حياة صحي في سن مبكرة ينطوي على مزايا طويلة الأجل. إن تكوين العادة مبكرًا يزيد من احتمال بقاء الشباب على هذا المسار طوال حياتهم. وهذا بدوره يقلل من خطر الإصابة بأمراض في مرحلة لاحقة من حياتهم مثل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري بل وحتى السرطان.
ما أهمية النظام الغذائي الصحي للأطفال؟
إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن هو المفتاح الأساسي للأطفال لتحقيق إمكاناتهم الكاملة. ونعني بذلك من حيث مظهرهم البدني وتمتعهم بصحة جيدة، فضلاً عن نجاحهم في المدرسة وحالتهم المزاجية العامة. ولا يفتقر الطعام غير الصحي إلى الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الأكثر حاجة لنمو الأطفال وتطورهم فحسب. بل إنه يتسبب في مشكلات أخرى قد لا تتمكن من ربطها بالنظام الغذائي لأطفالك للوهلة الأولى. ويمكن أن تنتج الحالة المزاجية غير الجيدة أو الخمول أو التعب أو نقص الانتباه من ما يتناوله أطفالك من طعام. هل تذكرين المقولة التي تقول، أنت تتكون مما تأكله؟ حسنًا، هذا صحيح للأطفال بقدر ما ينطبق على البالغين. إذا كان أطفالك يتناولون أطعمة دهنية أو سكرية أو حتى لو كانوا يتناولون أطعمة صحية إلى حد ما ولكن ذات تنوع محدود فقط، فقد تكون صحتهم البدنية والنفسية في خطر، في الوقت الحاضر والمستقبل.
كيف يبدو النظام الغذائي المتوازن؟
يُقصد بالنظام الغذائي الصحي النظام الغذائي المتوازن، وهذا يعني نظامًا غذائيًا متنوعًا. وتقديم أنواع مختلفة من الطعام من كل مجموعة طعام للأطفال يعني اتباع نظام غذائي صحي متكامل. إذا لم تكوني متأكدة مما هو النظام الغذائي المتوازن، فثمة وصفة بسيطة وسهلة المتابعة وضعها علماء في كلية طب هارفارد. وفقًا لطبق الغذاء الصحي من جامعة هارفارد، فإن الفواكه والخضراوات لابد أن تشكل نصف كل وجبة، ولابد أن تكون مصحوبة بالحبوب والبروتينات (وتُفضَّل الأسماك والدواجن والبقوليات والمكسرات على اللحوم الحمراء والجبن). يوصى أيضًا باستخدام الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون وزيوت الكانولا بنسبة أقل.
فوائد الفاكهة
إن الأطفال ينمون باستمرار مستمر وبسرعة! وهذا يعني حاجة عظامهم وأعضائهم إلى الفيتامينات والمعادن بكميات معينة لكي تتمكن من أداء وظائفها والنمو قدر الإمكان وبدون أي مشاكل أو أوجه قصور.
وتعد إحدى الطرق التي لا تفشل أبدًا للتأكد من حصول الأطفال على ما يكفي من المواد الغذائية هي تضمين الفواكه في نظامهم الغذائي. فالفواكه تحتوي على الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية والنشويات المعقدة التي تلعب دورًا أساسيًا في نمو الأطفال. وتختلف الكميات وفقًا لعوامل مختلفة. نقترح استشارة طبيب أطفال أو اختصاصي تغذية لتحديد كمية الفاكهة الآمنة لطفلك. والفكرة الأساسية هي الحصول على قطعة فاكهة مع كل وجبة.
من المهم ملاحظة أن عصير الفاكهة ليس له فوائد أكل الفاكهة نفسها. وتوصي بعض المنظمات الصحية بعدم إعطاء أي نوع من عصير الفاكهة للأطفال دون سن 12 شهرًا. أما بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًا، فتختلف التوصية. حيث يكون نصف كوب للأطفال ما بين 1 و3 سنوات وما يصل إلى ¾ كوب للأطفال بين 4 و6 سنوات. ويجب ألا تتجاوز الكمية اليومية كوبًا واحدًا.
والسبب الرئيسي لتقييد استهلاك العصير احتواؤه عادة على الكثير من السكر، الذي يمكن أن يسهم في مشاكل مثل تسوس الأسنان وسوء التغذية، وفي أسوأ الحالات، مرض السكري أو السمنة.
قد يبدو الأمر غريبًا بالنسبة إلى البعض، لكن السكر يؤثر أيضًا في الحالة المزاجية للأطفال. حيث ترفع الأطعمة أو المشروبات عالية السكر مستويات السكر في الدم بسرعة ولكن لفترة قصيرة. وهذا يعني أن الأطفال سيعانون من فرط النشاط لبعض الوقت، وبعد ذلك قد يكونون متبلدين، أو متقلبي الحالة المزاجية، أو حتى سريعي الغضب. ويقع على عاتق الآباء ضمان الحفاظ على الحد الأدنى من كمية السكر التي يستهلكها أطفالهم وتزويدهم بمصادر أخرى صحية مثل الفاكهة.
فيتامين د للحصول على عظام أقوى
تُعرف الفيتامينات والمعادن عادة بالمغذيات الدقيقة لأن الجسم يحتاج إليها بكميات أصغر، على عكس المغذيات الكبيرة، مثل البروتينات والنشويات والدهون. وتساعد المغذيات الدقيقة الجسم في مراحل حاسمة من النمو. كما أنها تساعد على عملية الأيض من خلال دعم الجهاز المناعي.
قد يصبح كسر العظام مشكلة في حالة الأطفال، خصوصًا إذا كانوا نشطين أو يمارسون الرياضة. ولا يعد فيتامين د ضروريًا لأنه مصدر جيد للتغذية فحسب، ولكن لأنه أيضًا يساعد على ضمان أن الجسم يمتص الكالسيوم والفسفور ويحتفظ بهما، وكلاهما ضروري لبناء العظام. أو بعبارة أخرى، يشكل الحصول على القدر الكافي من فيتامين د أهمية حيوية في منع الكساح، أو أمراض ليونة العظام أو الكسور أو الإصابات.
ومن المتعارف عليه ارتباط الحليب واللعب في الخارج (بفضل ضوء الشمس) بكمية امتصاص فيتامين د. لكن عدة دراسات توصلت إلى استنتاج مفاده أن هذا لا يكفي. للحرص على حصول الأطفال على كمية كافية من هذا الفيتامين، إليك قائمة بالأطعمة لوضعها في الحسبان:
- السلمون
- السردين
- التونة
- سمك الأسقمري
- فطر الشيتاكي
- البيض
- منتجات الألبان المعززة
لا تتجنبي تناول الأطعمة المحتوية على الدهون
والسبب بسيط: فالبشر لا يمكنهم العيش من دونها. وتكمن فائدتها الرئيسية في أنها مصدر طاقة مركّز وتوفر أحماضًا دهنية أساسية يحتاج إليها الجسم البشري في العديد من العمليات. وهذه العمليات بالغة الأهمية: فهي تشتمل على عملية التمثيل الغذائي، وتجلط الدم، وامتصاص الفيتامينات. ولكن لابد من مراقبة استهلاك كل مادة مغذية، وخاصة الدهون والسكريات، لأن الإفراط في الاستهلاك من شأنه أن يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية، مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول.
تعد المشكلة الرئيسية هنا انجذاب الأطفال عادة إلى الأطعمة الدهنية والسكريّة. وبالنسبة إلى الأطفال بعد سن الثانية، فإن الدواجن والأسماك واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان منخفضة الدهون والزيوت ذات الدهون المشبعة المنخفضة من الخضراوات تعد كلها خيارات جيدة. تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه من الأفضل ومن الصحي أكثر شواء اللحوم والأسماك أو طهيها بدلاً من قليها.
مثل كثير من الأشياء الأخرى في الحياة، فإن التوازن يعد المفتاح لنمط الحياة الصحي والعادات الغذائية الصحية. ولسنا بحاجة إلى ذكر أن الأطفال يقتدون بأبويهم وأبطالهم في تحديد شخصيتهم واختياراتهم الحياتية. إذا أضفت إلى هذا حقيقة أن معظم العادات يتم تطويرها وضبطها أثناء الطفولة، فستصبح فوائد الغذاء الصحي واضحة أكثر. ساعدي أطفالك على تناول الطعام كالمحترفين وعلى التمتع بحياة طويلة وصحية.